وزير الأوقاف: حضارتنا الإسلامية إنسانية بامتياز

صرح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بأن الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية بامتياز، يتأتى ذلك من جوانب عدة، منها: كونها جاءت رحمة للعالمين؛ حيث يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبا نبينا (صلى الله عليه وسلم): “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”، وكونها رسالة للناس كافة.

وتابع وزير الأوقاف قائلا: وتتجلى الأبعاد الإنسانية في شريعتنا الغراء أوضح تجلٍّ في سيرة نبينا محمد وهديه (صلى الله عليه وسلم) في معاملته لأصحابه وأزواجه وأحفاده والناس أجمعين، فكان (صلى الله عليه وسلم) يقول عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه: “إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ” وفي رواية أنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: ” إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي”، وكان يقول عن سيدنا سلمان الفارسي: “سلمان منا آل البيت”، وكان خير الناس لأهله وهو القائل عن أم المؤمنين السيدة خديجة (رضي الله عنها) : ” آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ”  .

كما أضاف، أن الأبعاد الإنسانية تتجلي أيضا في هديه (صلى الله عليه وسلم) في رحمته بأحفاده، فعن أبي بكرة قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر والحسن بن علي معه، وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، ولما رآه الأقرع بن حابس يقبل الحسن والحسين، قَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ قَالَ: “مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ” وفي رواية: “أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ”.

وتابع، كما تتجلى الإنسانية في أسمى معانيها في معاملته (صلى الله عليه وسلم) للخدم، حيث يقول سيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه): خدمتُ رسول الله (صلى الله عليه) وسلم عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلتَ كذا ؟ ” (متفق عليه)، وحيث يوصي (صلى الله عليه وسلم) بهم، فيقول: “إخوانُكم خَوَلُكُم، جَعَلَهُم اللهُ تحت أيديِكم، فمن كان أخوه تحت يده، فلْيُطْعِمه مما يأكلُ، ولْيَلْبِسُه مما يَلْبَسُ، ولا تكلُفُوهم ما يَغْلِبُهم، فإنْ كَلَفْتُمُوهم فَأَعِيْنُوهُم”.

المصدر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *