بيوت العطلات تزاحم الفنادق الإماراتية على النزلاء والمستثمرين

تزاحم بيوت العطلات في الإمارات الفنادق على النزلاء والمستثمرين، في ظل توقعات بوصول حجم سوق إيجارات بيوت العطلات إلى 1.04 مليار درهم بحلول عام 2026.

وأكد مختصون في القطاع السياحي أنه في ظل زيادة الطلب على بيوت العطلات في الإمارات وارتفاع العائد الاستثماري لها مقارنة مع عائد تأجير الشقق، بات الكثير من الملاك يفضلون تحويل وحداتهم العقارية إلى بيوت عطلات تدار من شركات متخصصة، ما أدى لارتفاع عدد بيوت العطلات في مختلف إمارات الدولة، إذ ارتفعت في دبي وحدها من 1641 وحدة في 2015 إلى 9977 وحدة في 2020، بنمو 500%.

ومن المتوقع، وفقاً لموقع «ستاتيستا»، أن تصل الإيرادات في قطاع إيجارات العطلات في الإمارات إلى 688 مليون درهم مع نهاية العام الجاري، على أن تنمو سنوياً بنسبة 8.63% خلال الفترة بين عامي 2021 و2026.

ووفقاً للموقع ذاته، سيصل حجم سوق بيوت العطلات إلى 1.04 مليار درهم بحلول عام 2026، فيما يتوقع أن يصل عدد روادها إلى 2.2 مليون مستخدم، وستشكل المبيعات عبر الإنترنت 78% من إجمالي الإيرادات خلال ذات الفترة.

أبوظبي ودبي ضمن الأفضل

وصنفت أبوظبي ودبي، وفقاً لدراسة جديدة أجراها موقع « Compare the Market» لمقارنة الأسعار، ضمن أفضل 10 أماكن في العالم لشراء منزل لقضاء العطلات، وحلت أبوظبي في المركز الثالث برصيد 6.70 نقطة، في حين جاءت دبي في المركز الرابع، برصيد 6.57 نقطة بدعم من زيادة عدد المطاعم وانعدام الجرائم.

وتظهر بيانات منصة «إير بي إن بي» العالمية تعدد خيارات بيوت العطلات المتاحة في الإمارات بين شقق «استوديو» والفلل متكاملة الخدمات المكونة من 4 غرف، وتبدأ الأسعار من 140 درهماً لليلة، وتصل إلى 5000 درهم بحسب حجم البيت ومكانه ونوع الخدمات التي يقدمها وتوقيت حجزه.

منافسة مباشرة

وبحسب تقرير لشركة «نايت فرانك» تفتقر العلامات الفندقية المحلية إلى ما يميزها عن غيرها، ما يضعها في منافسة مباشرة مع بيوت العطلات، بعكس فنادق العلامات المشهورة التي لا تتأثر كثيراً ببيوت العطلات.

وتوقعت شركة «جيستريدي ـ دبي» لإدارة منازل العطلات، ارتفاع معدل أرباح أصحاب منازل العطلات في دبي بنحو 39% في العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، واعتبرت أن الفعاليات الضخمة التي تنظمها الإمارة، وخاصة معرض إكسبو 2020 دبي، تمكن ملاك بيوت العطلات من زيادة أرباحهم لأقصى حد في ظل زيادة الطلب.

وشكلت بيوت العطلات تنافسية كبيرة من حيث الأسعار والخدمات مقارنة بالفنادق متعددة النجوم في إمارات الدولة، وخاصة في موسم أجمل شتاء بالعالم، الذي أطلقته دولة الإمارات لاستقطاب السياح الدوليين والاستمتاع بالطبيعة المتنوعة، إذ إن تعدد خيارات هذه البيوت أسهم في تنوع الأسعار على حسب المساحة والخدمات الترفيهية والمكان الذي تتواجد فيه.

وقال خبراء إن الإمارات حققت مكانة عالمية في قطاع بيوت العطلات، جعلتها في موقع الصدارة من حيث النوعية وجودة الوحدات، مشيرين إلى أن بيوت العطلات أصبحت تنافس الفنادق من حيث جاذبيتها للعائلات وتنافسيتها السعرية، كما أنها تشكل عنصر جذب للمستثمرين في ظل زيادة العائد الاستثماري في هذا القطاع، لا سيما عند مقارنتها بالشقق الفندقية.

استدامة النمو

وقال عضو المركز العربي السياحي، محمد مصطفى، إن زيادة اهتمام المستثمرين ببيوت العطلات جاء بسبب استدامة النمو السياحي والدعم اللامحدود للقطاع من قبل الجهات الحكومة، ما أسهم في استقطاب مستثمرين ومطورين عقارين إلى القطاع.

وأضاف أن فئة الشباب ومتوسطي الدخل هما الأكثر إقبالاً على بيوت العطلات بسبب تنافسية الأسعار مقارنة بالفنادق، فضلاً عن رغبتهما في البحث عن تجارب سياحية مميزة، مشيراً إلى أن «بيوت العطلات» تثري المنتج السياحي، وتسهم في تنويع خيارات الإقامة أمام الزوار وتوفر خياراً إضافياً للسياح.

بدوره، قال المتخصص بالقطاع السياحي إبراهيم الذهلي، إن بيوت العطلات عززت الحركة السياحية المحلية، وأسهمت في دعم الاستدامة السياحية في الإمارات، نتيجة تعدد الخيارات، مشيراً إلى أن منافسة بيوت العطلات مقصورة على بعض الفنادق المحلية فقط.

وأشار إلى أن الاستثمار في بيوت العطلات يحقق عوائد مالية موسمية كبيرة لمالكيها، ما يساهم في تطور القطاع السياحي.

خيارات إضافية

من جهته، قال المتخصص بالقطاع السياحي رياض الفيصل، إن بيوت العطلات توفر خيارات إضافية للزوار، ولا سيما العائلات والشباب، مشيراً إلى أن هناك عدة عوامل تسهم في تنامي الطلب على بيوت العطلات في الإمارات كونها وجهة سياحية تنافسية عالمية.

وأضاف أن هناك مجموعة من المناطق في دبي تستحوذ على الطلب الأكبر من إيجارات بيوت العطلات والتي تتمثل في داون تاون دبي ونخلة جميرا ومرسى دبي ومدينة دبي للإعلام 2، ومنطقة البرشاء.

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «دبي لينك للسفر والسياحة»، الدكتور هيثم الحاج علي، إن تعزيز تنافسية القطاع السياحي تتطلب توفير خيارات متنوعة أمام الزوار، من ضمنها خيار بيوت العطلات، مشيراً إلى أن بيوت العطلات بدأت تزاحم الفنادق على استقطاب شريحة محددة من الزوار التي تفضل قضاء الوقت خارج الفندق والاستمتاع بالتجارب السياحية التي توفرها الإمارات.

استقطاب

إلى ذلك، قال رئيس مجموعة العابدي القابضة، سعيد العابدي: إن الإمارات، ودبي بشكل خاص، تبنت استراتيجية سياحية مستدامة، متكاملة، تلبي متطلبات كل شرائح السياح، ويعد نظام «بيوت العطلات» عنصراً أساسياً ضمن هذه المنظومة، لا سيما أنها تساهم في استقطاب شريحة مختلفة من الزوار التي لا تفضل الفنادق.

www.alroeya.com …. المصدر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *