تقلبات أسواق المال تصعب مهمة الصناديق السيادية

غيرت جائحة كورونا قواعد الاستثمار في أسواق المال العالمية، ففي حين فضلت الشركات اتباع نهج طويل الأمد، فضل المستثمرون الأفراد اتباع نهج قصير المدى.

وفي الوقت الذي كان المستثمرون النشطون يفضلون الاحتفاظ بالأسهم لفترات طويلة أصبحت الغالبية تحتفظ بالأسهم لفترات أقصر تفادياً للتقلبات في قيمة الأسهم.

وباختصار أصبح من الصعب تحديد نمط معين لحركات السوق على المدى القصير، ما عقد من مهمة صناديق الثروة السيادية وخلق حاجة ملحة لتطوير أدوات مالية أكثر دقة لتفادي عواصف بحار أسواق المال.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أسست مجموعة من الشركات الكندية والأمريكية منذ 5 سنوات مجموعة «تركيز رأس المال على المدى الطويل» (FCLT) غير الربحية بهدف تشجيع الاستثمار على المدى الطويل، حسبما ذكر موقع «بلومبيرغ» (Bloomberg) في مقالة نشرها مؤخراً. تحاول المجموعة قياس حالة الشركات والمستثمرين بدقة وكيفية تغيرها مع تبدل الزمان والمكان من خلال منهج بحثي يدعى “بوصلة (FCLT Compass).

أظهر تقرير آفاق الاستثمار لعام 2020 ميل الشركات خلال الجائحة إلى اتباع النهج طويل المدى، خلافاً للمستثمرين الذين فضلوا النهج قصير المدى. كما أن قرارات الشركات الاستثمارية تغيرت كثيراً، حيث استخدمت الشركات الدعم النقدي من الحكومات لإعادة شراء أسهمها وتعزيز البحث والتطوير، ما يؤكد انتهاز الشركات للفرصة بتعزيز مكانتها على المدى الطويل.

وأما مستثمرو الأسهم فزادوا قلقاً، حيث بيّن متوسط مدة الاحتفاظ بالأسهم تغيير مديري الأسهم النشطين لمحافظهم بدرجة أكبر من العام الماضي، خلافاً لمنهج الإطالة بالاحتفاظ خلال العقد الماضي، علماً أن متوسط مدة الاحتفاظ بالأسهم في الصناديق غير النشطة انخفض إلى أدنى حد له منذ عام 2009. كما أدى وجه العالم الجديد إلى تعزيز حالة عدم المساواة، حيث استخدمت مجموعة (FCLT) مقياسين لعدم المساواة، المعامل الجيني ونسبة الثروة التي تسيطر عليها النخبة التي تشكل 1%. رغم أن العالم كان يتقدم باتجاه المزيد من المساواة في آخر 5 سنوات، إلا أن الجائحة حالت دون ذلك.

يعتبر الصينيون العقارات ملاذاً مالياً لهم، ما زاد اعتمادهم عليها خلال الجائحة لتشكل أكثر من نصف ثروتهم، فيما يعتمد الأمريكيون على الأسهم والسندات والعقارات أيضاً، ولكن حقيقة امتلاك الأسر الأمريكية ثروة أكبر في الأصول البديلة، رغم انخفاضها خلال الجائحة، تعبّر عن حالة عدم التكافؤ التي وصلت إليها الولايات المتحدة.

وأما صناديق الثروة السيادية فتعدّ من أكثر المفضلين للاستثمار على المدى القصير، حيث تميل إلى الاستثمار الطويل في رأس المال الاستثماري أو الأسهم الخاصة، علماً أن متوسط احتفاظ صندوق الأسهم الخاصة بحصة ما هو عامان و4 أشهر فقط، وفقاً لدراسة أجرتها شركة «ماكينزي» (McKinsey)، أي ليس أطول من مدة احتفاظ مدير أسهم عادي بالأسهم العامة وأقصر بكثير من فترة الاحتفاظ لصندوق مرتبط بمؤشر.

والجدير بالذكر أن التخبط الذي يشهده السوق نتيجة ظهور متحور «أوميكرون» شوّش العلاقة بين القيمة والنمو المرتبطان بالبيئة الكلية، حيث يزداد تحسن النمو عندما يقلق الناس بشأن الاقتصاد. ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بحالة القيمة والنمو أو المخاطرة وعدم المخاطرة، حيث شهد عام 2020 أموراً مفاجئة كثيرة مثل تحقيق صندوق (ARK Innovation) مكاسب خيالية، في حين انخفضت أسهم شركات مثل «إيه إم سي أنتيرتينمنت هولدينغز» (AMC Entertainment Holdings) و«غيم ستوب كورب» (GameStop Corp) بنسبة 50%.

www.alroeya.com …. المصدر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *